الاثنين، 26 مايو 2025

حكم الدين في تجارة العملات أو السوق السوداء

Religious-ruling-currency-trading-black-market
Religious-ruling-currency


 هناك عدد من العلماء المعاصرين الذين لا يفضلون تجارة العملات بسبب غياب شرط التقابض، ومع ذلك أجازوا معاملات "السبوت" (Spot) عند الحاجة. أما بالنسبة للمصارفة الفورية بالأوراق النقدية، فلا حرج فيها استنادًا إلى الحديث النبوي: *"فإذا اختلفت الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد"*. حيث عامل العلماء العملات الورقية وفقًا لأحكام الذهب والفضة.

 حكم الدين في تجارة العملات أو السوق السوداء

تعرف عملية بيع العملات ببعضها البعض بمسمى "المصارفة"، سواء تمت داخل البنوك أو في الأسواق الحرة للعملات. وإذا كانت العملات متشابهة، مثل تبادل الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو أي عملة بنفس نوعها، فيجب أن تتحقق المساواة في المقدار وأن يتم التقابض خلال نفس المجلس. وإذا تخلف أي من هذين الشرطين، فإن ذلك يُعدُّ ربا.

أما إذا كانت العملات مختلفة، مثل بيع الذهب مقابل الفضة أو تبديل الريال السعودي بالجنيه المصري، فيُشترط التقابض في المجلس مع جواز التفاضل. وهذا وفق الحديث النبوي: *"الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، مثلاً بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأجناس؛ فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدًا بيد"*. لذا، فإن تجارة العملات تتطلب معرفةً دقيقة بالأحكام الشرعية والحذر لتجنب الوقوع في الربا.

 حكم التجارة في العملات النقدية

يجوز التعامل في تجارة العملات النقدية بشرط أساسي وهو تحقق التقابض خلال المجلس قبل الانصراف. على سبيل المثال، يمكن تحويل الدراهم السعودية إلى الدولار الأمريكي بشرط أن يتم تسليم الأموال وتبادلها مباشرة بين الطرفين.

 شراء العملات عند انخفاض قيمتها وبيعها بسعر أعلى لاحقًا

يسمح بشراء العملات عندما تكون أسعارها منخفضة وبيعها عندما ترتفع قيمتها. وينطبق هذا الحكم أيضًا على السلع العينية الأخرى. وهذا يتماشى مع قوله تعالى: *"وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا"*. ومع ذلك، يُشترط أن يتم تسليم العملات بين الطرفين خلال مجلس العقد. وإذا تأخر أحد الأطراف عن قبض المال، فإن المعاملة تصبح من باب الربا المحرّم.

شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

استبدال العملات وتأجيل القبض لإحدى الجهتين

إذا كان استبدال العملات يتم من خلال الصرف وليس القرض، فيجب أن يتم التسليم يدًا بيد دون تأجيل. تأخير القبض يجعل المعاملة ربًا نسيئة لأنه يكون بمقام تبادل الذهب بالفضة بشكل مخالف للشريعة. لذلك، عند اقتراض مبلغ معين من المال، يجب سداده بنفس العملة التي تم اقتراضها دون تغيير.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لدى مدونة منارة المعلوميات 2014-2015

تصميم : عبد المغيث موراض