![]() |
| إدارة الأموال في سوق الفوركس |
إدارة الأموال ليست مجرد أداة تدريبية في عالم تداول الفوركس، بل هي الركيزة الأساسية التي يمكن أن تُحدد بين الربح والخسارة الكبيرة. وعلى الرغم من أهميتها المحورية، إلا أنها غالبًا ما تقع في دائرة الإهمال أو التهوين. هنا تكمن أهمية تسليط الضوء عليها كأساس لنجاح التداول. صحيح أن الإدارة الذكية للأموال وحدها لن تصنع منك متداولًا رابحًا، إذ تحتاج للاستراتيجيات المدروسة للدخول والخروج من الصفقات، ولكن بدونها ستفتقد رؤية إمكانات الأرباح الكاملة وتجد نفسك في مواجهة خسائر محتملة، وربما تفقد كل شيء.
**أساسيات إدارة الأموال في سوق الفوركس**
لإدارة الأموال بشكل سليم، هناك عنصران حاسمان يتعين على كل متداول أن يتعامل معهما بدقة: **نسبة المخاطرة في كل صفقة، وإجمالي المخاطر التي يتحملها الحساب.** وما يجعل الأمر مثيرًا للاهتمام هو أنه لا توجد وصفة سحرية تناسب الجميع، إذ تختلف القرارات بناءً على مدى تقبل الشخص للمخاطر وتحمّله للخسائر، سواء كانت مؤقتة أو دائمة.
**فهم حجم مخاطر الحساب**
عند فتح صفقة تداول، يبقى الخطر قائماً دائمًا حتى مع وجود أوامر وقف الخسارة. فالانزلاقات السعرية السلبية قد تؤدي لخسائر تتجاوز التوقعات الأولية. وإذا كان لدى المتداول العديد من الصفقات المفتوحة دفعة واحدة تنطوي على نفس العملة وبالاتجاه ذاته، فإن ذلك يزيد من احتمالية حدوث خسارة كارثية.
كذلك، عند التداول بين عملات ترتبط ارتباطًا وثيقًا سواء كانت مربوطة أو مدعومة من نفس الجهة المركزية، تزداد المخاطر. هنا تأتي أهمية وعي المتداول بتخفيف هذا الترابط والحد من الرهانات المتكررة على نفس الاتجاه.
أما على مستوى السلع أو الأدوات ذات الارتباطات الإيجابية العالية مثل علاقة النفط بالدولار الكندي، فإنه يجب الانتباه إلى تحديد سقف واضح لإجمالي تلك الصفقات المفتوحة. خاصة وأن أدنى خسارة كبيرة قد تؤثر جذريًا على الحساب. فمن الناحية الحسابية، إذا خسر 25% من قيمة الحساب، يصبح من الضروري تحقيق ربح بنسبة 33% للعودة لنقطة البداية، وكلما ازدادت النسبة المفقودة، ازدادت صعوبة التعافي.
**المخاطرة الذكية في تداول الفوركس**
بالطبع يمكن لتجار الفوركس أن يختاروا نسبًا مختلفة للمخاطرة مع كل صفقة استنادًا إلى الوضع القائم واستراتيجيتهم. لكن المفتاح يكمن في التزام نسبة ثابتة تُحدد بناءً على قيمة حسابهم الإجمالي. من أجل ذلك، يتعين النظر إلى رأس المال المتاح فعليًا في الحساب والتخطيط باستخدام النسبة المئوية المناسبة. يمكن أن يكون الافتراض الواقعي هنا هو الأسوأ: تخيل خسارة جميع الصفقات المفتوحة وإدارة الأموال على هذا الأساس.
الميزة الجيدة في استخدام نسبة مئوية من رأس المال لتحديد حجم الصفقات هي أنّ المخاطرة تقل عند سلسلة الخسائر، مما يحمي المتداول من الانهيار. كما أن هذا الأسلوب يعزز الفوز عند تحقيق مكاسب، حيث تزيد الأرباح تدريجيًا مع استمرار الأداء الإيجابي. وعلى العكس تمامًا، إذا تم استخدام حجم ثابت للحصص أو مبالغ نقدية محددة بغض النظر عن نتائج التداول الحالية، فقد يؤدي ذلك لتوقيف الحساب وربما خسارته بالكامل.
**تحديد وقف الخسائر والتحكم في حجم الصفقة**
من الضروري ألّا يتم تحديد أوامر وقف الخسارة عشوائيًا أو بناءً على الحد الأدنى لما يمكن تحمّله. لنفترض أن متداولًا قرر تقبل خسارة 20 دولارًا كحد أقصى لكل صفقة، لكن الوسيط يتيح فقط فتح صفقات بقيمة دولار واحد لكل نقطة. عندئذٍ يتم تحديد وقف خسارة عند 20 نقطة – وهو قرار سلبي للغاية إذا لم يكن مدعومًا بخطة استراتيجية مدروسة.
في هذه الحالة، يكون أمام المتداول خيارات: البحث عن وسيط آخر يوفر مرونة أفضل، تحسين رأس المال المخصص للتداول إذا كان بإمكانه زيادة المخاطر المدروسة، أو التكيف مع استراتيجية تداول تعتمد على هذا النطاق المحدود للنقاط. ومع ذلك، يُعد تحديد أمر وقف الخسارة بناءً على متوسط التقلبات خطوة أكثر ذكاءً ومهنية. كما أن اتباع النهج القائم على تداول الاتجاهات واستخدام استراتيجيات فعالة لإدارة الأموال يمكن أن يكون خيارًا رائعاً للمتداولين الجادين.
