الخميس، 5 يونيو 2025

الشموع اليابانية المركبة: أبرز أشكالها وما تعكسه من معطيات قيّمة

Japanese-Composite-Candlesticks-Types-Meanings


إذا كنت متداولاً تسعى لفهم الأسواق المالية بشكل أعمق، فلا شك أنك قد سمعت عن أهمية **الشموع اليابانية**. في مقالاتنا السابقة، استعرضنا أنواع وأشكال الشموع اليابانية الفردية، لكن حديثنا اليوم يتناول نوعاً آخر أكثر تعقيداً وأكثر استخداماً: **الشموع اليابانية المركّبة**. فلنلقِ نظرة تفصيلية على أبرز أشكالها وما تعكسه من معطيات قيّمة للسوق.

ما هي الشموع اليابانية المركبّة؟

الشموع المركبة تتألف من أكثر من شمعة متجاورة تتفاعل معاً لتكوين معلومات دقيقة وتوقعات عن اتجاه السوق. ومن بين أشهر هذه الأشكال:

 شمعة البلاعة

تُسمى بهذه التسمية لأن الشمعة الثانية "تبتلع" الشمعة الأولى. ولها تركيبة مميزة:

- **الشمعة الأولى**: سوداء قصيرة تعبر عن حركة هبوط ضعيفة ومحدودة للسعر.

- **الشمعة الثانية**: بيضاء طويلة تفتح أسفل إغلاق الشمعة السوداء وتغلق أعلى من افتتاحها. بعبارة أخرى، تحيط بها بالكامل.

هذا النمط يرمز إلى تحول السوق من سيطرة البائعين إلى المشترين، مما يشير لاحتمال صعود قوي للسهم مستقبلاً.

 شمعة الانعكاس الهبوطي (Bearish Engulfing)

على عكس شمعة البلاعة، هذه الشمعة تشير إلى هبوط متوقع.

- **الشمعة الأولى**: بيضاء صغيرة تمثل ارتفاعًا بسيطًا في السعر.

- **الشمعة الثانية**: سوداء طويلة تفتح أعلى من إغلاق الشمعة البيضاء وتغلق أدنى منها بكثير.

يدل هذا الشكل على أن السوق كان يميل للصعود في البداية، لكنه شهد ضغط بيع مكثّف أدى إلى هبوط قوي، ما يعكس سيطرة البائعين.

 شمعة الباردة

تأتي كنسخة مطورة من شمعة البلاعة، حيث يتكون النمط من:

- شمعة سوداء طويلة.

- شمعة بيضاء طويلة تغلق بعد منتصف الشمعة السوداء، ما يعطي انطباعاً بأن المشترين بدأوا بالتحكم بالسوق. هذه الشمعة عادةً ما تظهر عند نقاط الدعم لتعكس اتجاهاً صاعداً قادمًا.

 شمعة الحرامي

يتألف هذا النموذج من:

- شمعة أولى طويلة (قد تكون بيضاء أو سوداء).

- شمعة ثانية قصيرة (ويُفضل أن تكون دوجي)، ألوانهما قد لا تهم بقدر أحجامهما وتناسق الحركة.

يشير هذا الترتيب إلى تردد السوق، حيث تسود الحيرة بين البائعين والمشترين، ما يُنذر باحتمالية تغير الاتجاه.

 شمعة نجمة الصباح

يتكون هذا النموذج من:

- **الشمعة الأولى**: سوداء طويلة.

- **الشمعة الثانية**: قصيرة (سوداء أو بيضاء) تتشكل أدنى إغلاق الأولى.

- **الشمعة الثالثة**: بيضاء طويلة تعكس بداية صعود قوي.

إذا كانت الشمعة الوسطى "دوجي"، فإن النموذج يُعرف بـ"نجمة دوجي الصباحية"، ويظهر عادةً عند نقاط الدعم مشيرًا إلى انتعاش قريب.

شمعة الإجهاض

تشبه "شمعة نجمة الصباح" مع اختلافٍ وحيد:

- الشمعة الصغيرة (دوجي) تتشكل بعيداً جداً عن سعر الإغلاق لليوم السابق.

تشير هذه الشمعة إلى تحول قوي في السوق وبدء موجة شراء جديدة وكبيرة.

لماذا تعتمد على الشموع اليابانية؟

أحد أفضل الأسباب لاستخدام الشموع اليابانية في التحليل الفني هو طبيعتها البصرية وسهولة قراءتها. فهي تعرض العلاقة بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق بشكل يساعد المتداول على فهم ديناميكيات السوق بشكل أسرع وأكثر تفصيلاً.

تعكس هذه الأنماط تأثير قوى العرض والطلب وما إذا كان الاتجاه الحالي قابلًا للاستمرار أو عُرضة للتغيير. لذا فهي أداة ثمينة لكل متداول يطمح لإجراء قرارات استثمارية سليمة وبثقة أكبر.


في ختام جولتنا حول الشموع المركبة، نجد أنها ليست مجرد أشكال على الرسم البياني، بل هي قصص مصغّرة تحكي واقع السوق وتوجهاته المستقبلية. إذا كنت ترغب بتحقيق أفضل النتائج في التداول، ففهم مثل هذه النماذج واستيعابها بدقة

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لدى مدونة منارة المعلوميات 2014-2015

تصميم : عبد المغيث موراض